التغذية الراجعة Feedback
عندما يجيب طلبتكم عن سؤال ما أو عند قيامهم بتصرف معين فإنهم بالتأكيد يريدون معرفة ما إذا كانت إجاباتهم صحيحة أم خاطئة وبالتأكيد يرغبون في معرفة ما إذا كان الفعل الذي قاموا به صحيحًا أم لا، إذن فهم ينتظرون منكم إما تأكيد المعلومة أو تصحيحها وهذا باختصار هو تعريف التغذية الراجعة. أي يمكننا القول إن المقصود بالتغذية الراجعة في العملية التعليمية هي كل ما يستقبله طلبتكم من تعليقات وملاحظات وسلوكيات ناتجة عن فعل معين قاموا به أو إجابة معينة صدرت عنهم.
ربما تتساءلون، لماذا عليكم تقديم التغذية الراجعة لطلبتكم؟
لأن التغذية الراجعة الفعالة التي تقدمونها لطلبتكم تؤدي إلى تحسين وتطوير تحصيلهم أو أدائهم، فهي لا تعني النقد أو عدم الرضى وكذلك لا تعني النصيحة وإنما هي إعلام طلبتكم بنتائج تعلمهم وتزويدهم بما يلزم من دعم معرفي ومهاري ووجداني حول تحسين سير أدائهم بشكل مستمر بهدف مساعدتهم في تثبيت الأداء الجيد وتصحيح وتحسين الأداء الضعيف حيث تستخدم التغذية الراجعة للكشف عن مواطن القوة وتعزيزها والكشف عن مواطن الضعف والعمل عليها.
والآن، بعد أن تعرفتم على مفهوم التغذية الراجعة، ما رأيكم أن تتعرفوا إلى أنواعها وخصائصها وأساسيات تقديمها واستقبالها؟
تابعوا القراءة.
أنواع التغذية الراجعة
للتغذية الراجعة عدة أشكال وأنواع وصور حيث يتم تصنيف هذه الأنواع حسب معايير معينة، فمنها ما يكون سهل يتمثل فقط بالإجابة بنعم أو لا، ومنها ما يكون أكثر تعقيدًا وتعمقًا، وأيضاً منها ما يتضمن إضافة مهارات ومعلومات جديدة، سنقوم في المقال بذكر بعض أنواع التغذية المرتدة وهي كالآتي:
- أنواع التغذية الراجعة حسب وقت تقديمها
- التغذية الراجعة الفورية: يتم فيها إخبار الطالب بالإرشادات والنصائح بشكل فوري ومباشر أثناء سير العمل وهي مهمة في بداية عملية التعليم.
- التغذية الراجعة المؤجلة: يتم فيها تزويد الطالب بالمعلومات بعد الانتهاء من أداء العمل أي بمعنى آخر تقديم المعلومات إلى الطلاب حول نتيجة أدائهم ومدى نجاحهم بعد مرور فترة زمنية من إنجاز المهمة ويمكن أن تطول هذه الفترة الزمنية أو تقصر حسب الظروف المحيطة بالموقف التعليمي.
- أنواع التغذية الراجعة حسب الاستجابة
- التغذية الراجعة الإيجابية: تتمثل في المعلومات التي يتلقاها المتعلم حول إجابته في حال كانت صحيحة، كما تعمل على زيادة خبرة المتعلم في المواقف المختلفة.
- التغذية الراجعة السلبية: تتمثل في المعلومات التي يتم تزويد المتعلم بها عن إجابته الخاطئة بهدف العمل على تطوير أدائه في المراحل القادمة بطريقة أفضل ويطلق عليها اسم التغذية الراجعة التصحيحية.
يفترض التربويون وعلماء النفس أن هناك مجموعة من الخصائص الرئيسة التي يجب أن تتوافر في التغذية الراجعة لتحقق الفائدة منها ويمكن تلخيصها على النحو الآتي:
تعزيزية:
قدموا التغذية الراجعة لطلبتكم بطريقة تشجيعية. هذا الأمر يساعدهم على التعلم ويكون بمثابة إشعار لهم بصحة اجابتهم مما يزيد من احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة فيما بعد.
مثيرة للدافعية:
يجب أن تسهم التغذية الراجعة التي تقدموها لطلبتكم في إثارة دافعيتهم نحو التعلم والإنجاز والأداء المتقن مما يعني جعلهم يستمتعون بعملية تعلمهم ويقبلون عليها بشوق دون خوفٍ أو خجلٍ من الفشل ومما لا شك فيه أن ذلك سينعكس إيجابًا على النقاش الصفي والعمل التعاوني وبالتالي كسر المحددات النفسية وصولًا بالنهاية إلى تعديل سلوك الطلبة.
مُوجّهة:
أثناء تقديمكم للتغذية الراجعة وجهوا طلبتكم نحو أدائهم فيتبين لهم الأداء المتقن فيثبتونه والأداء غير المتقن فيعدلونه، فالتغذية الراجعة ترفع من مستوى انتباه طلبتكم إلى الظواهر المهمة للمهارة المراد تعلمها وتزيد من مستوى اهتمامهم، لذا فهي تؤدي إلى تثبيت المعاني والارتباطات المطلوبة وتصحح الأخطاء وتعدل الفهم الخاطئ وتسهم في مساعدة طلبتكم على تكرار السلوك الذي أدى إلى نتائج مرغوبة مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم وبنتاجات تعلمهم.
أي يمكننا القول أن التغذية الراجعة بمثابة خارطة الطريق لطلبتكم في العملية التعليمية.
هدفية المرجع:
بمعنى أن يكون هدف التغذية الراجعة التي تقدمونها لطلبتكم دائمًا وأبدًا واضح ومحدد وهو إما تثبيت الأداء الجيد أو تعديل الأداء الضعيف.
ملموسة وشفافة وفي موعدها:
أن تكون فورية عند ظهور الأداء أو السلوك ليستطيع طلبتكم تحديد الأداء أو السلوك والتعامل معه وهنا يجب عليكم مراعاة أن تكون بلغة بسيطة وسهلة يفهمها طلبتكم.
محببة:
قدموا التغذية الراجعة لطلبتكم بلطف وبقدر كافٍ دون زيادة أو نقصان في التعليمات حتى تحقق التغذية الراجعة هدفها.
متسقة:
أضيفوا لغة المنفعة والثقة على جو تقديم التغذية الراجعة ليلمس طلبتكم المنفعة من تطبيق محتوى التغذية الراجعة على أدائهم.
السؤال الذي يتبادر إلى أذهانكم الآن، ما أهمية أن تتوافر هذه الخصائص في التغذية الراجعة التي تقدمونها لطلبتكم؟
أعزاءنا المعلمون، إذا توفرت هذه الخصائص في التغذية الراجعة التي تقدمونها لطلبتكم لن يصبح طلبتكم قادرين على تثبيت الأداء الصحيح وتعديل الخاطئ منه فحسب، وإنما سيصبحون قادرين على تعميم الأداء الصحيح على المواقف والسياقات التعلمية والتعليمية الأخرى أيضًا في جو يسوده المتعة والدافعية.
لكن من المهم جدًا أن تعرفوا أن هناك مجموعة من الأساسيات التي يجب أن تستندوا إليها في تقديم التغذية الراجعة تابعوا القراءة لتتعرفوا عليها.
أساسيات تقديم التغذية الراجعة
يُشير العديد من التربويين إلى ضرورة معرفة المعلمين بأساسيات تقديم التغذية الراجعة لأن ذلك يزيد من سرعة تحسن أداء طلبتهم ومن هذه الأساسيات الآتي:
- حددوا هدفكم من تقديم التغذية الراجعة.
- ركزوا على السلوك وليس على الشخص.
- وازنوا في محتوى التغذية الراجعة التي تقدمونها لطلبتكم.
- كونوا محددين.
- كونوا واقعيين.
- كونوا مسؤولين عن التغذية الراجعة التي تقدمونها لطلبتكم.
ولأن التغذية الراجعة عملية ثنائية الاتجاه فهذا يتطلب منكم معرفة كيفية تقديمها وكيفية استقبال طلبتكم لها أيضًا لضمان تحقيق الفائدة الأعظم منها. ما رأيكم أن تتعرفوا على أساسيات استقبال التغذية الراجعة؟
أساسيات استقبال التغذية الراجعة
بعد أن تعرفتم على أساسيات تقديم التغذية الراجعة إليكم مجموعة من الأساسيات في استقبال التغذية الراجعة وهي:
- كونوا مبادرين في الحصول على التغذية الراجعة من طلبتكم.
- انصتوا للتغذية الراجعة المقدمة لكم من طلبتكم فأنتم بذلك تكونون قدوتهم ويتعلمون منكم كيفية الإنصات عند تقديمكم للتغذية الراجعة.
- كونوا منفتحين وتقبلوا مختلف الملاحظات التي يقدمها طلبتكم فهذه طريقتكم لتعليمهم كيف يكونون منفتحين ومتقبلين لمختلف الآراء ووجهات النظر.
- علموا طلبتكم مهارة التأمل الذاتي (التغذية الراجعة الذاتية) لغايات التقويم الذاتي.
- حفزوا طلبتكم على وضع الأهداف والمعايير والمحكات الخاصة بعملية تعلمهم.
- أتيحوا الفرصة أمام طلبتكم لتقديم التغذية الراجعة لكم أيضًا.
أعزاءنا المعلمون
هل تعلمون أن التغذية الراجعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس؟
نعم هي كذلك! حيث بدء الباحثون بدراسة مفهوم التغذية الراجعة تحت مصطلح علم النفس السيبرنتك (Sybernetics) الذي أبتكره عالم النفس وينر (Wiener) عام 1941 إذ يؤكد هذا العلم على أن العمل الناجح لا يعتمد على النتائج الجيدة فقط، وإنما يعتمد أيضًا على النصائح المناسبة لهذا العمل وفي حال أن العمل يتضمن تعلم بعض المهارات الحركية قد يستطيع المتعلم ومن خلال خبرته العملية أن يقارن بين النتيجة والعمل الذي يقوم به وهذا ما تؤكده مقولة بيل جيتس :(Bill Gates)”نحتاج جميعًا إلى أشخاص يقدمون لنا تغذية راجعة فهكذا نتحسن،” من هنا نستنتج أن التغذية الراجعة عملية أساسية وحيوية في الحياة بشكل عام وفي العملية التعليمية التعلمية على وجه الخصوص، وفي العملية التعليمية تأكدوا أعزاءنا المعلمين أن التغذية الراجعة تبدأ منكم وتنتهي بكم، كيف؟
أنتم من تلاحظون سلوك طلبتكم فإما تعززون هذا السلوك لضمان تكراره أو تقومون بتعديله لضمان تحسينه، ثم تتابعون عمل طلبتكم على التغذية الراجعة التي تقدموها لهم؛ لذلك ننصحكم بمراعاة جميع الخصائص التي تم ذكرها في هذا المقال في تغذيتكم الراجعة كي تحقق هدفها ولا تنسوا أساسيات تقديم واستقبال التغذية الراجعة لأن طريقة تقديمكم للتغذية الراجعة أساسية جدًا في مدى تقبل طلبتكم لها والعمل عليها.